مساحة إعلانية

شبابُ تيرس زمور بين إقصاءِ الكبار و فِخاخ الصغار !!!

خميس, 12/07/2018 - 13:15

بعد تيرس جاء زمّور ، و بعد زمور ، جاءت أفديرك ، وبعد افديرك كانت ازويرات سنة 1988 كعاصمة للولاية ، و مدينةً منجمية عُمالية عسكرية حدودية ، وبتعدادٍ ليس مرتفعًا ، ولكن للمتناقضات شأنٌ دوّخ القاصي قبل الداني ، رغم المحاولات العديدة لبعض الشباب الذين رفعوا شعار المطالب المشروعة بوصفها حقٌ من حقوق الأفراد على الدولة ، ولكن في كلّ مرّةٍ تصطدم ببعض العقبات الاجتماعية المشؤومة على روح الشباب وبما تحمل من ألوان التفاؤل الكثيرة في مخيّلة كلّ فرد في هذه المرحلة العمرية المبكرة ، فكانت عقبة المشيخة و الكهولة التي ينصاع لها باستمرار بعض الشباب في ثوب البرور إلاَّ أنه بتلك الوقفة تُهدر حقوقٌ وحقوقْ ، ربما تبعيةٌ عمياء ، و في مواضع أخرى نجد عقبات التآمر التي يخلقها  أعداء التنمية و أعداء الشباب ، من أصحاب الانتقائية الزائفة غير المنصفة ، نموذجاً على روح الوطنية المصطنعة التي تُقصي و تٌفرِّق أكثر مما تجمع ، في فترة صارتْ الأشياء تتراءى للكبير و الصغير على حقيقتها ، نظراً لتطور نمط التفكير الذي أصبح يؤرق بعض الأشخاص ممّن طار غرابهم ، منذ وأن نال البلد استقلاله  ، و لكن في مرحلة يعتبرها بعض المنتفعين من سخاءِ المفسدين ، الحالمين باستعباد الشباب و إبعاده عن المشهد الأول ، مرحلةَ نماء و رفاه ، في حين ترزح غالبية الشباب في الولاية تحت نير الجور و الظُّلم بجميع أصنافه ، ساهمت فيه قوى التشاؤم المخملية التي عجزت حتى اليوم عن إضفاء صبغة مستقبلية مُشرقة ، بها يُعزِّزُ الصغار روح أملٍ انتظروه طويلاً. ربما قبل أن يروا النور ، في بلدهم الأم ، حيث تسعى أطراف إلى الهيمنة على العقول  بتكريس عقلياتٍ بائدة ، لا تُعطي الأولوية لا للمجتمع المنهك ظلماً و لا للوطن الذي به تُهدر الثروة باسم الشعب و كذلك به ، تتم الاتفاقيات المربحة للأقلية المتاجرة بالمال العام و المائلة إلى استعباد الرعية الجائعة ، في فصلٍ آنيٍّ لمشهدٍ محليّ ، حيث فتحت الأحزاب الوطنية الكبيرة أبوابها أمام شيوخ و مُخضرمي  ولاية تيرس زمور ، و آثرت إقصاء شباب الولاية في إطلالة هزلية جديدة ، في حين فتحت تلك الكرتونية الصغيرة (أحزاب الحشو) أبوابها الضيِّقة أمام الشباب وهي كالفخاخ التي تؤول إلى محرقة لقاماتٍ عالية من شباب الولاية الطموحين ، في هيئةٍ جريئة جداًّ ، لم تُعر أيَّ اهتمامٍ لمستقبل الشباب السياسي ، بخصوص المشروع الجديد الذي أنتجته الدولة وأطلقت عليه المجالس الجهوية في ظلِّ شائعات من هنا وهناك ، بأنه مشروعٌ شبابي بامتياز ، حيث سيرى فيه ذات ، في حين تعمّدت إدارة الحزب الخروج بلائحة تيرسية – زمورية، كانت في أبشع صورة لتبديد أحلامِ شبابٍ لا يزال ينادي بحقوقٍ كانت مشروعةً منذ و أن ظهر مفهوم الدولة الموريتانية ، في ولاية جنت عليها أطراف من داخل بيت الوجهاء الذين خدّروا العقول و ساقوا مجاميع الشباب ، حيث الندم و الإذلال ، يُلبِّسُ حلّة البؤس و الكدر ، حيث راح في حالة تذمُّرٍ مقيتة ، يتسوَّلُ في طرقات الولاية و تارةً في بيوتها المسكونة بالهمّ و الضجر. 

في فتراتِ الهمَّة العالية ، لا شيء يُوئِسُ الطموح ، و لا عقبة توقفه عند حدّ ،  وفي تلك التي يخشى فيها  المتاجرون بهمّ الوطن ، صحوة جامعة ، يقف فيها الشباب مرفوع الرأس ، ليقول لا لهذا الصنف من المعاملة و كفى هدماً للعقول و لن ننصاع لهكذا تبعية عمياء ، بل دعونا نساهم في بناء الوطن ، بعيداً عن التهميش ، المماطلة ،المحاباة ، والوساطة ، حيث تُقتل المواهب المعطّلة أصلاً ، و يؤتى بمن لا يستحق ، ليقلد المنصب الرفيع و يباشر عمليات فساد لا هوادة فيها ، تارةً باسم المصلحة العليا للوطن و تارة باسم المجتمع والوطن ، حيث ، لم تترجم معاني المصداقية واقعاً ، فحاولت تلك الأطراف في أكثر من موقف الانصراف إلى الخارج لتناسي تلك الهموم التي تلاحقهم ، جرّاء الفساد بشتى حيّله ، قنواتٌ مشتّتة لشبابٍ لا يزال معظمه مكبّل بأغلال الحاجة ، التوظيف ، الإغراء ،و التسويف ، من أشخاصٍ ما عادوا ينفعون الوطن ، تجاوزوا سنّ العطاء ، و اضمحلت أدمغتهم ، فخربت أفكارهم ، فصاروا تائهون في الطرقات ، مائعون في المجون ، و عالقون في أوحال العربدة ، ندمٌ و حسرة و تقوقعٌ في زاوية البؤس ، وإرادةٌ مهزومة ، و همَّةٌ مكسورة ، هي للأسف الشديد ما يميّز شباب الولاية رغم التحدي المتزايد لأذناب الفساد من مرتزقة الشمال ، من شيوخِ القبلية البالية ، التي تهدم و لا تبني ، في مرحلةٍ ، راجت فيها أفكار عناصر مجتمعية سفسطائية ، ذهبت بهم مصالح نِتْشَويَّة قاتلة ، تجاوزت قيَّم الدِّين ، حتى حاكت فكر  الماسونية العالمية ، شيوخٌ ترّهاتهمْ عمَّت كل شارع ، و خِداعهم أذهل الرضيع و أبكى اليتيم ، و نِفاقُهُم أضاع القطيع و تساهل في العقود و الأمانات ، فصار شبابُ الولاية و عمالها في حالةٍ من الاستغلال و تضييع الحقوق لا نظير لها في قاموس النازية؛ إبَّانَ الحرب الكونية الثانية ، تضييعٌ تلي تضييع لحقوقٍ في وضعية تكديس باستمرار في صيرورة جدليَّة ، ذهبت بماء العيون و صرفت أهل العقول ، لا لخدمةِ الوطن الذي باسمه أُسْتُعْبِدَ أبناء الوطن و لكن لملء البطون التي شبعت بعد جوع ، لأن الخير فيها دخيل و ليس أصيل ، فكان شباب ولاية تيرس زمور ، مقيّد ومحروم ، من كل أساسيات الحقوق و دوره موّجه حتى لا يبلغ المراد و تُسمع كلمته التي تنشد المستقبل الزاهر ، حيث الأفكار الرفيعة ، التي تروم المساواة في توزيع الثروة و إشاعة الخير بين أفراد المجتمع الواحد.وما خفي أعظم.

 

بقلم أمم ولد بوزومه