في يوم الجمعة الموافق 6 يوليو 2018 وقع حادث سير أليم عند "قرية الغشوات"على طريق "الأمل"، وأدى هذا الحادث الأليم إلى وفاة أب وأم وابنتهما الرضيعة. الحادث كان نتيجة لانقلاب شاحنة وسقوطها على سيارة صغيرة، ولقد ظل الضحايا لساعات طوال وهم تحت الشاحنة دون أن يجدوا منقذا. لم يجدوا من فرق الإنقاذ إلا أهالي القرية الذين تجمهروا حول مكان الحادث،
وحاولوا بوسائلهم المتواضعة أن ينقذوا الضحايا، ولكن في النهاية، فلم يكن بمقدورهم فعل أي شيء لسحب سيارة صغيرة من تحت شاحنة سقطت بحمولتها الزائدة.
كانت الفاجعة كبيرة، وكان المشهد فظيعا، وكان من المفترض أن تتم إقالات في القطاعات المعنية بالسلامة المرورية، كما كان من المفترض أن يتم أخذ العبرة من هذا الحادث البشع، وذلك بتشكيل فرق إنقاذ بكامل التجهيزات للتدخل عند حصول هذا النوع من الحوادث.
لم يهتم الوزير المنشغل يومها بصراعاته داخل الحزب بالأمر، وفي يوم الجمعة الموافق 3 أغسطس سقطت شاحنة أخرى على سيارة صغيرة أخرى عند الكلم 200 على طريق نواذيبو، وقد ظلت السيارة لساعات طوال تحت الشاحنة دون أي تدخل، وقد توفي سائق السيارة الصغيرة، وهو الوحيد الذي كان يوجد بها، ولو كان عدد الركاب أكبر لكان عدد الضحايا أكبر.
يواصل الوزير المعني الانشغال بصراعاته داخل الحزب، وتتكرر من جديد الفاجعة، ولكن هذه المرة على طريق نواذيبو: شاحنة بحمولة زائدة وبسرعة عالية تتفادى شاحنة أخرى، مما يؤدي إلى انقلابها وسقوطها على سيارة صغيرة من نفس النوع في كل من الحادثين، وبقاء السيارة في كلا الحالتين لساعات طوال تحت الشاحنة دون أن يتم سحبها.
لقد زرنا في حملة "معا للحد من حوادث السير" قرية "الغشوات" لمرتين بعد وقوع حادث الجمعة 6 يوليو، ولقد زرنا أيضا الكلم 200 مساء نفس اليوم الذي وقع فيه حادث الجمعة 3 أغسطس، وفي طريقنا إلى مكان الحادث، وجدنا شاحنة أخرى قد انقلبت في نفس التوقيت تقريبا، عند قرية "أمحيجرات"، وكادت أن تؤدي إلى فاجعة أخرى، وذلك لأنها انقلبت في وسط القرية، وفي أوقات الذروة التي يخرج فيها أهل القرية إلى الشارع، ولكن من لطف الله، أنه لم يكن يوجد لحظة وقوع الحادث أي أحد في المكان الذي سقطت فيه الشاحنة.
هكذا تستمر الشاحنات في نقل حمولاتها الزائدة والسير بسرعة مفرطة، والمرور أمام نقاط التفتيش دون أن تجد من يوقفها، وبطبيعة الحال فالنتيجة معروفة : كثرة انقلاب هذه الشاحنات، خصوصا في المقاطع المتهالكة من الطرق كتلك التي تكثر فيها الحفر كما هو الحال بالنسبة لطريق "الأمل"، أو تلك التي تكثر فيها ألسنة الرمال كما هو الحال بالنسبة لطريق نواذيبو.
انقلاب هذه الشاحنات وسقوطها المتكرر على الطرق يؤدي دائما إلى إغلاق الطرق في وجه حركة السير لساعات، وربما تتسبب تلك الشاحنات المنقلبة في حوادث سير أخرى، وفي بعض الأحيان فإن هذه الشاحنات قد تسقط على سيارات صغيرة مما يؤدي إلى حصول كوارث، مثلما حدث عند قرية "الغشوات" صبيحة يوم الجمعة 6 يوليو، وعند الكلم 200 صبيحة يوم الجمعة الموافق 3 أغسطس.
فإلى متى يستمر هذا الاستهتار بأرواح الأبرياء؟
نحن في الحملة ليس أمامنا إلا أن ننظم زيارات ميدانية ووقفات احتجاجية عند أمكنة وقوع هذا النوع من الحوادث البشعة، وذلك للفت الانتباه إلى ما يقع على طرقنا من مجازر. وفي هذا الإطار فقد نظمنا وقفة عند قرية الغشوات على طريق "الأمل" وأخرى عند الكلم 200 على طريق نواذيبو، ولقد جددنا خلال الوقفتين رفع مطالب الحملة، والتي تتمثل في :
1 ـ توفير فرق إسعاف وإنقاذ بكامل التجهيزات على كل الطرق الحيوية
2 ـ إصلاح وترميم المقاطع المتهالكة من الطرق الحيوية
3 ـ تفعيل نقاط التفتيش والصرامة في تطبيق قواعد السلامة المرورية ( تحريم الحمولة الزائدة؛ مراقبة السرعة؛ وقف الفوضى في منح رخص السياقة ...)
4 ـ ضبط وتنظيم حركة الشاحنات بما يساهم في الحد من حوادث السير
فمتى ستتم الاستجابة لهذه المطالب والتي تمثل الحد الأدنى مما يجب أن تقوم بها الجهات المعنية للحد من حوادث السير؟
محمد الأمين ولد الفاظل