مساحة إعلانية

ازويرات....الحاضروالافاق / أحمد علي السدومي

اثنين, 06/08/2018 - 13:54

ازويرات....الحاضروالافاق

هي مدينة نائية مستكينة في قلب الصحراء ترتمي في احضان سلسلة من الجبال شامخة الرواسي يبدو شكلها غريبا للوهلة الاولى ولكن عندما تدخلها تكتشف انها اكثز حيوية ونشاطا من غيرها 
يعتبر اغلب سكانها  شغيلة تسعي وراء لقمة العيش كسعي الظمآن بحثا عن قطرة ماء زلال 
تبدو على اهلها علامات الكد والبؤس لكنهم  يخفون في الاعماق  شخصية طروبة ...
لم تكد تبلغ  ازويرات  سن الحلم حتي   سلبت  ماء وجهها  و برائتها   من قبل  ابناء رحمها وتركت  للغادرين

ازويرات مدينة المناجم : لم يشفع لها عند حكومة بلادها انها اكبر المساهمين في ميزانية دولتها وذالك عن طريق الشركة الوطنية للصناعة والمناجم التي  تمخضت عنها المدينة بعد ما كانت  مهامه وصحاري تعرف بلبطاح  .....  ورغم  ذالك ظلت وما زالت المدينة  واهلها منسية من اجندة الحكومة حيث  - ومنذ الاستقلال -  لم تحظ المدينة بطريق اسفلت يربطها بالعاصمة إلا بحلول  هذا الموسم الانتخابي المبارك  ... بينما لا تزال المدينة تعاني النقص الحاد في خدمات  التموين و  الماء الصالح للشرب فضلا عن الاسعار الجنونية للكهرباء ...
اطلقت البلدية في اعوامها الاخيرة بعض المشاريع التي كانت تمثل  مطلبا اساسيا للساكنة ولكنها لم تكن الا اضغاث احلام ولم تحقق ماهو منشود بحيث لم تكن الا  تبذيرا للمال العام وامتدادا للفساد في البلاد مما حدا بعمدتها ان يتحول من التسيير الي التشريع ويرشح نفسه نائبا في البرلمان 

الشركة الوطنية للصناعة والمناجم هي الاخرى  لم تكن علي قدر التحدي والمسؤولية فلم يكن لها الأثر البالغ ايجابا على الساكنة والمدينة  رغم ما لها من تاثيرات سلبية على صحة المواطنين عن طريق منشآتها ومناجمها كما لم يكن لها فضل في دعم التعليم اوالقضاء علي البطالة او تحسين الظروف المعيشية إذا ما استثنينا بعض المشاريع التي لم تكن الا تشريعا وغطاء للفساد.  هذا مع ما شهدته الشركة في اعوامها الماضية من تطور وازدهار على صعيد المبيعات بشهادة مسيريها والنظام  والذي لم يكن إلا حجة لاطلاق قطار من قطاراتها الفاسدة يسمى  ( سنيم. الخيرية )  

اقترن اسم المدينة بالنضال والتضحية منذ  نشاتها  فقد كانت مهدا  لثورة الكادحين تلك الثورة التي  ظلت  عارا في جبين نظام المخطار ولد داداه حتي عصفت به .... كما ضربت المدينة اروع الامثال في تاريخ النضال السلمي  عندما رفض عمالها الإذعان لقرارات ساسة الشركة والنظام  في ظل نظام الجنرال القائم ....
 لم يشأ القدر حتى الآن لهذه المدينة ان تنهض  رغم  مقدراتها الهائلة  ومستقلبلها الواعد  فأغلب  ساكنتها  مواطنون بسطاء تم تهميشهم  وتغييبهم  وكل  ساستها مصاصي دماء  واغلب مثقفيها مرتزقة 
لتبقي  الجميلة  ازويرات  البارة  لوطنها الحنونة على اولادها   من دون  رفيق او حتى صديق 
#هنا_أزويرات
أحمد علي السدومي