مساحة إعلانية

عندما يتّحد العرب لنصرة فلسطين !

خميس, 18/10/2018 - 08:42

قد يخفى على كثير من أبناء الأمة الإسلامية أنه في سنة1914 كانت نسبة اليهود في أرض فلسطين المباركة تصل إلى 08% فازدادت تلك النسبة بشكل مضاعف جرَّاء الهجرات الجماعية التي شهدتها القارة الأوربية ، بسبب الحرب العالمية الأولى التي خلّفت الكثير من القتلى و المعوزين ،كان قد تم اقتراح بعض البلدان منها الأرجنتين و اوغندا ... كمكان سيقصده اليهود في هجرات جماعية فوقع الاختيار على فلسطين لاعتبارات كثيرة ، حتى تتم إعاقة الأمة الإسلامية ، و في السياق نفسه ، جاء وعد بلفور المشؤوم يوم 02/11/1917 الذي منح اليهود الأحقية في السفر إلى أرض فلسطين ، فبدأت عمليات التصدي لهذه الهجرة الجائرة من أبناء الأمة العربية و الإسلامية ، فكانت بطولات عز الدين القسام (1883-1935) في ثلاثينيات القرن العشرين و التي انتهت باستشهاده سنة 1935 ثم تلتها مقاومات أخرى في منتهى البطولة و الشجاعة ففي سنة 1948 تضاعفت الهجومات حتى خشيت الدول الكبرى الدائمة لزرع الكيان الصهيوني الذي تمثله دولة إسرائيل المزعومة في فلسطين الطاهرة ، فكانت المواقف الداعمة بالسلاح و عمليات الاغتيالات لزعامات عربية شجاعة وقفت سداً منيعاً أمام التغلغل الصهيوني الامبريالي في الشام.
هكذا تتابعت المحن عبر عقود القرن الحادي والعشرين ، إلى أن جاءت سنة 1973 في شهر أكتوبر و هو العام الذي كان فيه العرب على أتم و أكمل الاستعداد لمواجهة حاسمة وفاصلة مع دولة إسرائيل ،  بعد أن تجهّزوا لتلك الحرب من ناحية العدة و العتاد ، فكان النصر المؤزر في المرحلة الأولى من الحرب بعبور خط برلييف الاستيراتيجي والمنيع، حيث ساهمت معظم الدول العربية في صنع ذلك النصر، وفجأة حدث تدخل سافر وماكر ، اقتصر على فرض هدنة على الأطراف العربية المناوئة لاسرائيل ،  ليتم إرسال معدات عسكرية متطورة لدولة إسرائيل ، فتراجعت الكفة لصالح عدو الأمة، بعد تخلي مصر عن الحرب تحت ضغوط أمريكية ، فبقيت سوريا تعاني فكان لها العراق مُعينا ونصيراً من جبهتين فتقهقرت الجيوش الإسرائيلية التي كانت تنوي إخضاع دمشق.
بالفعل ، لا يمكن الحديث عن صولة أكتوبر 1973 دون ذكر مواقف الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ( 1906-1975) الذي دوخ الغرب قبل العرب ، حيث كان الرجل يتحلى بالشجاعة الكافية لإرباك نظام دولة الظلم الولايات المتحدة الأمريكية ، فأعطى الأوامر بوقف تصدير البترول ، فجاء وزير الخارجية الأمريكي ، هنري كسنجر في زيارة إلى المملكة العربية السعودية ، وأثناء لقائه بالملك قال أيها الملك ، وقود طائرتي في حالة نفاذ هلا تكرمتم بإمدادنا بالوقود حتى أتمكن من العودة إلى وطني ، فردّ عليه الملك فيصل قائلا :<< هلا سمحتم لنا بالصلاة في بين المقدس الذي يحتله اليهود >>.ففهم الوزير كسنجر الرسالة ، فدبّرت أمريكا عملية اغتيال الملك سنة 1975.
وكذلك رحلة شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد (1937-2006) إلى الاتحاد السوفييتي الشهيرة في سنة 1972 بغرض شراء المروحيات السوفييتية و عدة قطع عسكرية أخرى استخدمها العرب في هذه الحرب ، حيث كانت العلاقات المصرية السوفييتية في وضعية متأزمة آنذاك.وهذا من الأسباب الرئيسية التي جعلت روسيا في هذه الفترة تحقد بشكل كبير على تاريخ صدام حسين المجيد.
ومعمر القذافي (1942-2011) و الحسن الثاني (1929-1999) و باقي زعماء الدول العربية شاركوا و ساهموا بشكل كبير في حرب أكتوبر التي أعطت درساً لإسرائيل و كذلك مررت رسالة واضحة للعرب مفادها قوة الاتحاد و ضرورة تجاوز الخلافات البينية.
فلسطين قضية وحكاية لا تنتهي رغم كثر مصائب الأمة وتنوعها.
لك الله يا فلسطين
اللهم وحد كلمة الأمة على ما فيه القوة و الصلاح 
اللهم ارفع الظلم عن إخواننا أينما كانوا

عطاف ولد عبد الرحمن