المجتمع المدني ساحَةٌ للسّمسرة!!!
يعتبر المجتمع المدني من خلال تدخلاته المعززة لمسار التنمية عنصرًا أساسيًا و فضاءً مهمًا في بناء الشعوب و المجتمعات، فمنذ نشأة هذا المجال متشعّب الأدوار الكبيرة و الهامة وخصوصًا في مجال التنمية لدى الشعوب و المجتمعات ، بحيث تساعد الإسهامات الكبيرة التي تقدمها أطياف المجتمع المدني للبلدان ، من حملات تحسيس هامة و دعم كبير فيما يتعلق بالتوعية و النظافة و تثقيف الأفراد و الجماعات.
إن لبنة المجتمع المدني صرح بالغ الأهمية ، يسعى القائمون على أطيافه من خلال تدخلاتهم الايجابية إلى مواكبة مسار التنمية من جميع نواحيه و يُعطي قيمة معنوية كبيرة ، فيضفي صبغة فكرية ناصعة تنعكس بشكل كبير على مستوى الجماعات المعرفية ، كما تترك طابعًا ايجابيًا لدى كل فرد.
إن المقاربات التي تطلقها الدول و تتبناها في مشاريعها التنموية الاستيراتيجية لتكفي كدليل واضح على مدى أهمية المجتمع المدني بفضل القائمين عليه من عناصر شبابية أو غير شبابية تتحلى بأفكار واعدة و أطروحات تقدمية تساهم إلى حدٍّ كبير في الرفع من مستوى المجتمعات المعيشية بعد أن حققت إضافات فكرية معنوية استفادت منها أعداد كبيرة من أفراد الشعوب التي تنشط فيها أطياف المجتمع المدني وألوانه.
فالمجتمع المدني هو الدعامة المصاحبة لجميع وسائل وآليات التنمية لدى كل مجتمع ؛ بحيث يتدخل في جميع مناحي الحياة الاجتماعية و الثقافية والفكرية بصورة فاعلة وواعدة كذلك ، لكن في حالة إسقاط هذا الفضاء الذي يتألف من هيئات المجتمع المدني على ولاية تيرس زمور ، فهناك صورة مغايرة تماماً لما ألفه الناس في المجتمعات و الأماكن الأخرى.
بحيث نجد هيئات عبارة فقط عن حقائب ملازمة لأصحابها لا مقرات لها و لا حتى قواعد شبابية عريضة ونوعية، يستغلها أصحابها لأغراض خاصة ، ونجد كذلك هيئات بمقرات ولكن لا قواعد شبابية نشطة لها ، وهي تُستغلُّ أيضًا لأغراض شخصية.كما توجد هيئات بمقرات وقواعد نشطة وفاعلة وبمكتب تنفيذي ديناميكي كفايةً ، الكل في حالة نشاط واستعداد وهي قليلة بالولاية ربما لا تتجاوز ال 05 هيئات وبعضها لم ينل الترخيص بعد ، من أصل ما يناهز مائة 100 هيئة.
في ظلّ السّاحة الشبابية والثقافية المحلية شبه الراكدة لم يعد للقائمين على هذه الهيئات أي مبرر في الميل إلى الركون في المنازل وانتهاج الوضعية القديمة ، بحيث يكتفون فقط بالحضور للندوات والورشات ذات الصلة ، في حين لا أثر لهم في الميدان. بل استغلالٌ للفرص على حساب المجتمع المدني الجادّ ، حيث الأقلية تعمل بجدّ وتسعى بوسائلها البسيطة إلى خدمة السَّاكنة ... وتبقى غالبية هذه الهيئات بعيدة عن المشهد العام ، وديدنها البحث عن الفتات، بدل خدمة السَّاكنة ومواكبة متطلبات التنمية المحلية بالولاية حيث تقاعس معظم هذه الأطياف عن الكثير من مبادرات الدولة المحلية التي غابت عنها مشاركات وتدخلات هيئات الحقائب و روح البراغماتية المتمصلحة.
وفي محاولة أولية لتشخيص السّاحة الخيرية المحلية المتعلقة بالمجتمع المدني ، نرى من المناسب اقتراح بعض الحلول و المقترحات سبيلاً إلى التغلب على الصعاب و تجاوز العقبات التي تحول دون بلوغ أطياف المجتمع المدني أهدافها المنشودة.
والجلوس سويًّا على طاولة النقاش الجادّ و المسؤول ، الحرص على إشراك جميع شركائه المحليين بغية الإبقاء عليه ككتلة واحدة نظرًا لأهمية ذلك ، و تفكيك التحالفات القائمة على المصلحة الخاصة و كشف أحلاف الظلّ السّرية التي لا تهدف إلى المصلحة العامة.بل تسعى إلى تكريس ثقافة الإقصاء القائمة على دعم طرف دون طرف آخر في صورة واضحة للانحياز الذي يُكرِّسُ انقسام شركاء المجتمع المدني ، كأساس للتنمية المحلية.
خلق جسور تواصل بين مكونات المجتمع المدني بمقاطعتي افديرك و بئر أم اكرين مع الموجودة بازويرات حتى يساهم ذلك في تفعيل السّاحة بشكل جليّ وواعد.
كما ينبغي على السلطات الإدارية المحلية باعتبارها الجهة الوصية الأولى على لفيف المجتمع المدني بتيرس زمّور أن تتحمّل مسؤولياتها في التعامل مع هيئات الظلّ غير الموجودة ميدانياً أصلاً ؛ بحيث تمنحها نفس درجة التعاطي مثل الهيئات الفاعلة و هذا بعيد من الإنصاف بل ينبغي تشجيع الأخيرة و الوقوف دون الأولى.