مساحة إعلانية

نوفمبر الاستقلال...مهدُ الحرية والازدهار!!!

أربعاء, 28/11/2018 - 17:31

ظلَّتْ،بلادنا على مرّ العصور، مرتعًا للحرية والوئام، ينعم بهما،كل فرد على هذا الأديم المبارك،مترامي الأطراف ، استمرَّت الحياة على هذا المنوال إلى أن أنشأت البرتغال حصنًا في القرن الخامس عشر(15) الميلادي،بجزيرة آرغِينْ،وتمثل ذلك،بسفينة البحَّار البرتغالي نُونُو تْرِسْتَاوْ،التي، حطّتْ عام 1443م،حيث،امتدت فترة التواجد البرتغالي،ما بين 1445-1663م،ثم تلتها فترتان من التواجد الهولندي الأولى،مابين 1633-1678م والثانية،ما بين 1723-1724م،ثم غَرَقْ سفينة لاَ مِيدِيزْ بجزيرة آرغينْ عام 1816م... ومع انعقاد مؤتمر برلين لعام 1884م،والذي قرَّرت فيه قوى الاستعمار الامبريالية،تقاسم ثروات القارة السمراء،لتجد بلادنا نفسها في مواجهة الاستعمار الفرنسي،الذي تقرَّر عام 1899م،وبعد محاولاتٍ شرسة لأبطال المقاومة و المجاهدين الذين تصدّوا(معركة النيملانْ،سهوة الماء،معركة أم التونسي،وَادْ درعا،ومعركة تكَّلْ، الواقعة على بعد عدة كيلومترات،شرقي أطار،معركة ميتْ،معركة دركَّلْ بتكانت،معركة ميجك عام1923 (الواقعة على بعد 90 كلم غربي أزويرات)والتي قادها القائد الموريتاني؛أعل ولد ميَّاره ،معركة اجَّل عام 1923 التي قادها محمد تقي الله ولد أعل الشيخ الملقب وجاهة،ومعركة وديان الخرّوب(التي تبعد ب 400 كلم شرقي ولاية تيرس زمور) يوم19/03/1932 التي قادها سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده،الذي سبق أن جُرح في معركة تيشيت عام 1932،حيث أسره قائدها الجنيرال غورو ثم نفاه إلى أندَرْ،علمًا أن سيد أحمد أُطْلقَ سراحه ليعود من جديد إلى منطقة آدرار حيث نُصّب أميرًا بها،ثم هاجر رفقة كل من محمد لخطور و حمدي ولد لكْرَعْ ،وبينما كانوا بمنطقة لكليبْ لخظر قائدهم كل من القادة الفرنسيين الثلاثة : لوك،موساد...وحاولوا إقناع الأمير بالرجوع فقتلهم الأمير ورفاق دربه،مما تسبب في اندلاع معركة وديان الخرّوب التي ذكرت آنفاً )لمحاولات أفراد المستعمر المدجَجين بأسلحة نوعية ...وعودة إلى الوراء قليلاً،حيث،مجيء أولى البعثات الاستعمارية الحقيقية عام 1903 وبدأت تطأ بأقدامها حوزتنا الترابية،وهي تنطلق من مكان لآخر و التي جعلت من سيادة الوطن هدفًا معلناً لها،فجاء تعيين القائد العسكري الفرنسي غزافييى كبولاني،الحاكم لإقليم موريتانيا،في عام 1905م،حيث نزل بعاصمة ولاية تكانت،مقاطعة تجَكْجَة ...حرب شعواء إذاً شنَّها المستعمر لا هوادة فيها،توالت الصدامات ودار التاريخ بصفحاته المليئة بالدماء الزكية و الطاهرة،حتىَّ وصلت العام 1920م،حيث تمكنت فرنسا من ضمها إلى مستعمراتها بإفريقيا الغربية،لتجد لها عاصمة بمدينة القديس لويس(سنلوي)،لم تثنِ تلك المحاولات الإدارية الاستعمارية المعزّزة بقوة السلاح،المقاومين و المجاهدين عن بلوغ مساعيهم البطولية ومواصلة كفاحهم المسلح،حيث نالت ضرباتهم الشجاعة من جنود المستعمر،في أكثر من مناسبة وهي تذيقهم مرارة الألم إلى أن بدأ ما عُرف بالنضال السياسي أو المقاومة الثقافية التي تنادي و تطالب بمقاطعة المستعمر و تحصين أفراد المجتمع ليكونوا غير جاهزين للتعاطي مع المستعمر ورموزه.
في يوم الاثنين، الموافق 14/11/1960 بدأت سلسلة مفاوضات في باريس ، تُوِّجت بمعاهدة يوم السبت ، الموافق 19/11/1960 التي بموجبها خرجت موريتانيا من المجموعة الفرنسية.فكان يوم الجمعة ، الموافق 25/11/1960 يوم تأسيس الجيش النظامي الوطني ، فعلاً،أدّت تلك الجهود التحررية مجتمعة إلى انبثاق الأمل الموريتاني،حيث تم تبني علم وطني يوم 22/03/1958 وانبلاج الاستقلال يوم الاثنين الموافق  : الثامن و العشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من  عام1960م
لتطوى،بذلك صفحة،مليئة بالصراعات الدامية و ليبدأ عهدٌ جديدٌ يتطلع أهله إلى غدٍ مشرق مليء بالتفاؤل،يذوق معه المواطن الموريتاني  طعم الحرية و أهمية الاستقلال...ويمضي قطار الانجازات الشعبية و أحداث البناء التي،جعلت من بلدنا رمزًا للتواضع و الفتوة بحساباتِ الدول المتطلعة إلى الازدهار و الريادة.
ومع تعاقب مناسبات ذكرى عيد الاستقلال، و ما يصاحب ذلك من فرحة عارمة وشعور منفرد لدى الفرد قبل الجماعة،كانت البهجة و السرور تسكنان في كل مرة نفوس المواطنين،تعبيرًا عن تميز المناسبة و مكانتها الخاصَّة،لدى كل شعب.مرّت الأيام وتوالت المحطات و امتلأت الصحف بما يتعلق بسِيَّر أفراد ورجال سطّروا فصولاً من التاريخ،المليء بالتحديات،صارت اليوم دستورًا نضاليًا يرجع إليه الحكواتيون أيام الاحتفاء بالاستقلال.
كما ينطبع في ذهن الفرد منّا في غالب الأحيان،شهر بتفاصيله الرائعة و انجازاته الشيّقة،أيام رجال الصدق و المبادئ،نوفمبر الذي كان لنا عيدًا، وفيه نلنا حريتنا السليبة،منذ زمن،حتىّ صرنا نتغنىّ بها كل عام،معتبرين ذلك،الشهر مهدًا لحريتنا و استقلالنا و إن تحقق ذلك في آخر أيامه، فصار بذلك العيد عيدين و تمّت البهجة و عمّت الفرحة، فرحة عارمة،ربما لا يوجد من يستطيع وصفها كما عاشها و عايشها الموريتانيون،كحدث متّصل بذاكرتهم الجماعية.
تعاقبت السنوات و المجتمع الموريتاني،يحتفل بانجازات أبناء الوطن، على امتداد حقب،سَجلَّت خلالها الذاكرة الجماعية الموريتانية،في ظلِّ الاستقلال كثيرًا من المناسبات التاريخية، 12/04/1963أول قطار محمل بشحنات معدن الحديد عبر عاصمة ولاية تيرس زمّور،أفديرك،آنذاك،باتجاه عاصمة الاقتصاد أنواذيبو، {التي تحولت اليوم إلى منطقة حرَّة اكتوى بنيرانها ضعاف ساكنة المدينة،حيث الأسعار في ارتفاع متسارع و الضرائب في تزايد مضطرد،والتي لا مبرر لها} الباقية مادامت الذكرى، حيَّةً في أذهان الأجيال و تحظى بقيمتها الحقيقية.ومن المحطات التي، جسَّدت تلك المناسبات بعض الوقفات،كتبديل العملة يوم الأربعاء ، الموافق 20/ 06/1973وتأميم ميفرما، التي تحولت إلى  الشركة الوطنية للصناعة و المناجم (اسنيم)، عام 1974 و إنشاء المصنع الوطني للنسيج، يوم الخميس،الموافق :28/11/1974 و الإذاعة الوطنية، يوم الجمعة الموافق  :29/11/1974اللذان دُشّنا خلال الاحتفالات بالذكرى 14 لعيد الاستقلال، و تأسيس الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك،عام 1979 و أمور أخرى،صاحبت هذه الأعوام الخالدة في الذاكرة التاريخية الوطنية، بشكل متوازن،كان له من الأثر الكبير لدى المجتمع ما جعل استحضار نعمة الحرية لحظة تستدعي التقاء جميع الآراء وكل الأفكار للرفع من شأن حدثٍ كبيرٍ و شيّقٍ، كعيد الاستقلال، بما يصاحبه من فرحة و بهجة باقيتين بقاء نكهة الاستقلال و نشوته.

لموقع تيرس أنفو بقلم عطاف ولد عبد الرحمن أندور