مساحة إعلانية

المناصرة المشروطة / الحاج ولد محمد لمين

ثلاثاء, 29/01/2019 - 17:19
الحاج ولد محمد الأمين

أدار العديد من أنصار الرئيس عزيز ظهورهم للرجل من اليوم الأول الذي أحبط فيه المحاولة الفاشلة للإنقلاب على الدستور وأعلن عن عدم نيته الترشح لمأمورية ثالثة فأصبح في نظر أولئك القوم جزءا من الماضي وصفحة طويت من صفحات كتاب التزلف الموقفي فلم نعد نرى تلك الإستماتة في الذود عن الفخامة ولا المباركة في السياسة الرشيدة فأين أختفت تلك المشاعر كلها وأين الرشداء من القوم الرائين للأحداث من زاوية عقولهم وإنصافهم إدعاءا ؟
أليس الرئيس قبل شهر تقريبا من الآن هو الرئيس في الوقت الحالي فماذا تبدل ؟ 
لقد بات لمناصري القادة عندنا في موريتانيا باعا لايستهان به في التلون التبعي للرؤساءالمتعاقبين على البلاد ومناصرة عمياء تبقى مابقي القائد وتذهب فور ذهابه فهي إذن مشروطة بوجوده على كرسي القيادة وبتركه له ينتهي تاريخ الود والخنوع له ويصبح مجرد رماد ورقة محروقة في وجه عاصفة هوجاء في يوم عاصف
فقد كان ول الطايع من مثله سيد وكان القائد الهمام والخليفة الراشد الذي بزواله يزول العدل والإنصاف والسلم والإسقرار ويُمنع الغيث، عبارات وأخرى كانت تملأ أسماعنا حين ذاك في حين كانت ترسم لوحة قاتمة اللون لمعاضيه تجريما وعداوة للتى أصبح كل نقد أو امتعاظ يسمى بالعامية (ذاك أكلام المعارضة) 
كان كل ذلك نتاج سياسة ترسيخ دعائم القبلية وتشجيعها بوصفها هي الحاضنة الوافرة إنتخابيا بفعل إشراك رؤوس القبائل في نهب خيرات البلاد وتكريس نهج الطبقية والتفرقة فكانت السياسة آنذاك تأتي على شكل جيوش القبائل حيث كانت كل قبيلة تتفنن في التملق وتحرص على الظهور أكثر من غيرها من خلال شعراءها وفنانيها ورجال أعمالها وهلم جرة 
نفاقا ودفاعا عن مصالح ضيقة لاتتجاوز علية القوم من المنظور القبلي والمتاجرين بالمواطنين المسحوقين والمجتمع المنهك فقرا وهشاشة فأين أؤلئك القوم وأين الرئيس ول الطايع ؟
زال كل ذلك حين أُطيح بولد الطايع في إنقلاب أبيض سنة 2004 كان أبطاله أصدقاء مقربين للرجل وقادة في جيشه وقوات أمنه ممن كانوا يرسمون سياسته ويباركون له كل شاردة وواردة ،وأنقلبت معه كل الجهات المناصرة التي كانت تدعمه وتراه الرمز الأوحد للبلاد في أسرع من لمح البصر وتحول إلى الشخص المنبوذ الأول في البلاد والمسؤول الأول أيضا عن تأخرها عن ركب الأمم وألصقت به جميع التهم في حين أصبح قائد الإنقلاب المرحوم اعل ول محمدفال القائد المخَلص للبلاد من براثن الفساد والمفسدين وسياسة الرجعية  وسلطة الفرد الذي بدى في البداية زاهدا في الحكم مرجحا كفة تخليص البلاد من حكم العسكر وتقديمها لقائد مدني تبدأ معه الحلقة الأولى من التناوب المدني السلمي على الحكم في البلاد فكتب لها أن تكون مع الرئيس السابق سيدي ول الشيخ عبدالله الذي جاء بعد إنتخابات حرة كانت الأولى من نوعها من حيث الشفافية في البلد 
لتعود جوقة البطالة والمزمرين لإستئناف عملها في تأليه القائد ومحاولة التغرير به على غرار الرئيس ول الطايع فحشدت التجمعات الجهوية كنوع من إستحداث البدائل للقبلية التى خفت نورها مع ذهاب ول الطايع فبدأت تتنافس في حصد نقاط الرضى لدى الحاكم الجديد الذي سرعان ما أُزيح هو الآخر بإنقلاب كان هذه المرة بطله الرئيس الحالى محمدولد عبدالعزيز والذي جاء مُخَلصا هو الآخر كسابقيه للبلاد مما آلت وكانت ستؤول إليه من خراب ليصبح ول الشيخ عبدالله في خبر كان ويدخل لائحة الرؤساء الذين خربوا البلاد سابقا
لالشيئ سوى أنه خرج أو أُخرج من الحكم وتستمر سياسة الولاء الكاذب
لياتي الدور على الرئيس الحالي ول عبدالعزيز رغم ماشهدته فترته من تحولات على جميع الأصعدة وماامتازت به من محاولات لإحداث قطيعة مع السياسات الماضية للحكام السابقين من خلال دحر ومحاربة القبليةكميراث لول الطايع والجهوية التي ظهرت كبديل عن القبيلة إبان فترة ول الشيخ عبدالله 
فأبى المتنطعون لمتربصون الراقصون على الحبلين إلا أن يجدو سبيلا لعملهم وريائهم وبخبث منقطع النظير جمعوا فيه بين وقوفهم إلى جانب الرجل في حربه على القبلية والجهوية والمحسوبية التي أعلن عنها منذ فجر حكمه وبين جشعهم وطمعهم في ما بين يدي الحاكم أحدثوا ما أسموه بالمبادرات كنمط جديد من أنماط حشودالرجعية القبلية التي باتت منبوذة وإن كانت بتحفظ 
فرغم أن الرجل كان له الفضل بعد الله تعالى في ما وصلت إليه البلاد من تقدم حيث بنى وشّيد وعمر وولى وعزل ووطد دعائم الأمن في البلاد وأحدث نقلة نوعية في مجالات عدة وأحدث سياسة داخلية إيجابية على علاتها مكنته من أن ينال من إعجاب طائفة كبيرة من أبناء الشعب الموريتاني فأخلصوا له والولاء وكانوا معه في كل كبيرة وصغيرة ودون قيد أوشرط إلا أن غالبية الذين ناصروه من الذين هم على الواجهة من أصحاب المصالح الشخصية والطامعين في التعيين ونيل رضى الحاكم بدأت تتكشف نواياهم وحقيقة مشاعرهم المكذوبة ماإن أعلن الرجل نيته إحترام الدستور الموريتاني وعدم مساس المواد التي تخوله الترشح لمأمورية ثالثة فبدأ التحول السريع في محبته والولاء له والتمسك به رئيسا للبلاد وعدم قبول غيره قائدا بدأ التخلي وتحويل الوجهة إلى المرشح المحتمل لرئاسيات 2019المقبلة فخفتت الأصوات الصادحة بحب الرجل وقلت الرغبة في بقاءه وتبين للرجل أنه خيرا فعل حين لم يذعن لمطالبات أؤلئك الغوغائيين الرافعين شعار الإخلاص رياءا وتزييفا 
ولعل ماقد يبعثنا للتفاؤل  هو ماقد سلف من أمر سابقيهم من دعاة الولاء للرؤساء السابقين ونهاياتهم مع خروج أؤلئك الحكام 
فهل سنشهد ذوبان وإختفاء أولئك القوم مع مغادرة الرئيس للحكم أم أن نسخة مستحدثة منهم ستظهر كبديل لهم ؟

الحاج ولد محمد لمين