كان حيُّ الترجيل بمقاطعة أزويرات ، قد رأى النور سنة 2010 من هذا القرن ، وبعد أن استتبّ لأهله المقام فيه ؛ مُوزعين بين قطاعاتهم الأربعة ، بدأ توقهم الشديد إلى توفير الخدمات الأساسية التي تفرض نفسها بالنسبة لأي تجمع سكني آهل بالسكان ، حيث لا يزالون في وضعية مأساوية رغم صولاتهم السياسية التي ساعدت البعض إلى حدٍّ كبير في اعتلاء المشهد السياسي على المستوى الجهوي ، بعد أن رفع كشعار له ، توفير جميع المطالب التي قطعها على نفسه ؛ ومن بين هذه المطالب المشروعة التي تُعتبر حقًا أساسيًا من حقوق الأفراد في تجمعات ، هو خدمة التيّار الكهربائي الذي يُعتبر مقومًا أساسيًا من مقومات الحياة ، نعم ، كان لهذه السّاكنة دورٌ كبيرٌ في ترجيح كفة أصحاب الشفاه المعسولة كلاماً و أصحاب المبادئ الورقية التي تتلاشى من إن يُسدل الستار ، خرج صاحب الفوز السياسي متوّجاً بتاج الضعاف و المحتاجين من ساكنة ترحيل أزويرات ، و مُلبّساً بإكليل الوعود المتبخّرة مع سراب الترحيل في موسم الصيف ، حيث أدمغة مسنّي هذا الحي تغلي و صغيرهم يعوي من شدّة ارتفاع درجات الحرارة ، حيث لا كهرباء يقيهم لحظات الكدر و الحسرة من خلال تشغيلهم لآلات التهوية التي لم توجد أصلاً لانعدام هذه الخدمة الضرورية بصفتها حق مشروع ، حمله البعض شعاراً فتحدّث عنه مراراً وتكراراً من أجل إلهاء السَّاكنة و الإبقاء على حظوظه في ترجيح كفة القاعدة الشعبية التي تم التحايل عليها بصفة شنيعة ، حتى صار البعض يتحدّثُ عن مطية مجتمعية اتُخذت يوماً كجسرِ عُبور نحو مكانة سياسية مرموقة خالها البعض ليبني بها مجداً ، فحاصرته الهموم و ذاق من نفس الكأس التي ذاق منها أفراد و أهالي حي الترحيل مرارة كأداء ، كالتي تذوّقها مساجين روما المضطهدين. مأساةٌ تروي الشهور بل السنون فصولها بمرارة و قططٌ سمينة تهذي وهي للكلام مُحرّفة و للأفراد من أعداء التنمية و الأنانيين مُلمَّعة و لخطوات التطبيل و زيف التملق خانعة ، تكالبٌ من أنانيي الحيز الجغرافيّ الدفين يلي تعاطف غير مبرر مع زمرة مُتمصلحين يائسين ، انكشفوا للبعيد ؛ بعد ما صار القريب يضرب بتلاعباتهم الواضحة أمثلةً للصغار ، شباب قاصرون عن خدمة المجتمع و ترفيه الأهالي بل عاجزون عن مجاراة الحقيقة المليئة كدحاً و ظلماً و تهميشاً و استخفافاً باهتمامات ساكنةٍ تكالبَ عليها المتكالبون من عصابات الأنانية و قَيَّم الهرم المقلوب ، حقيقةُ معاناةٍ كانت خطوات هؤلاء غير المخلصين للمجتمع و للوطن هي دوافعها الأساسية التي ساعدت السّاحة المحلية ، حتى كشفت خيوط لعبة آنية قذرة ، لهت لبرهة بعض المتلاعبين و المساومين على حساب العامة من ساكنةٍ ضاقت بها الهموم و عانت الأمرَّين ؛ حتى باتت تنشد حالاً أفضل ، لعلَّ الأقدار تُعجِّله أو تكون لهم فيه منحة بعد أم المِحَن التي يُبتلون بها في هذا الزمن ، حين تراتبيات أصحاب المصالح الضيِّقة من قططٍ سمينة بريشاتٍ ذابلة و أصحاب بُطينات خاوية تأكل بنهمٍ من قائمين على مبادرات جوفاء لا تُغني و لا تُسمن من جوع ، إنها بحق ؛ اتراجيديا معاصرة تتسيَّد فيها عقلية متخلفة ، تروم إقصاء منْ لم يرق له القبول بالترويض و كذلك أهالي ترحيل شماليٍّ ، لا يزال أهله على ضعفهم يُمنُّون النفس بتزويد حيّهم الوديع بخدمة التيّار الكهربائي ، كمطلبٍ و مقومٍ حياتي أساسي ، أم يُراد أو تراد مماطلتهم حتى يذبلوا قُبيل رئاسيات لا تشرق بشائرها إلاَّ على أنّات أهالي الترحيل الصابرين و المبعدين عن الشعور الصادق الذي يؤكد لهم أنهم غير منبوذين ، وأنهم يتمتّعون بجميع الحقوق حالهم كحال سائر المواطنين الآمنين ، المسالمين في كنف وطنهم الغالي ، حيث لا يضاهي دفئه أي دفء ، في حيّهم الفتي و مدينتهم أزويرات ، المدينة المنجمية التي أعطت أكثر ممَّا أخذت ، نعم ، تعتيمٌ وظلم وعدم إنصافٍ في نقل الحقيقة كما هي ، ونبذُ كل منْ تُسول له نفسه أن يساهم ولو بجرّة قلم في نقل هذا الواقع غير المتوازن بفصوله المريرة للرأي العام باعتباره الحكم الذي يعدل وفقاً لمقاييس المنطق و العقل المتّزن. تُرهات و خزعبلاتٌ هي العملات الرَّابحة التي يتباهى بها بعض المُلمِّعينَ لأصحاب الفساد و عدم الإحساس بالمعاناة و الجور و الغبن و التجاهل و التناسي وكل ألوان التعاسة في حق ساكنة حي الترحيل ، وعودٌ بعد وعود و مماطلاتٌ تلي مماطلات ، وكأننا نردّد شعار وزير الدعاية أو الإعلام الألماني ، جوزيف غوبلرز الذي يقول :< اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يُصدقك الناس> ، لكن ساكنة الترجيل لم يعد بوسعها تصديق عبارات معسولة في ظاهرها الرحمة و في باطنها العذاب ، تجاوزاتٌ في حقِّ ضعاف الترحيل ، وكأننا حققنا أم الانتصارات على عدوٍ مشترك في ميادين المعترك ، لا بل ضحك على الذقون و الضحية ضعاف الأفراد من ساكنة الترحيل بمدينة أزويرات ، حيث لا تزال تُسلط عليهم راجمات الشائعات و يتعرّضون لوابلٍ من الوعود التي استوقفت السَّاكنة برمتها لتكتشف أنها لم تكن تحلم يوماً .بل أمام واقعٍ مرير ، ظنّ فيه بعض أصحاب الواسطة غير المنصفة أن زمن التهميش و القهر النفسي و الكبت لا يزال منه شيء و ينبغي استثماره في تمييع المائعين من كتبة الزور و مُلمعي الكهنوت الأنانية المقيتة ، نعم اختلطت عليهم المفاهيم كالسكير التائه في أزقة هافانَا ،لكن ، الصورة اللغز التي امتلأت أساً ومرارةً ، فتقهقرت أذنابُ التطبيل و التشدُّقِ بما لا يليق في حق أفراد من المجتمع بل أسر بأكملها و كأنها عالقة خلف الستار في عالم الميتافيزيقا ، مُكبّلة بأغلال الجهل لا ترى الأمور على حقيقتها بل تُصدَّقُ كل ما يُنقل لها ولو كان بالصينية ، مساكينٌ في طرقات ترحيل أزويرات ، و أنانيون لا يزالون عنيدين ، يُصرّون على التستّر على معاناة الساّكنة و آخرين اكتفوا بعدسةَ الظل ّ المُبْهر ، فاكتوت بها أيديهم من كثرة ما لفَّقوا ودوَّنوا من أمورٍ لا تصل إلى درجة النضج و النصح ولا يُمكنُ أن يُطلق عليها بأنها بالغة الأهمية ، حيث تعمّدوا تهميش الهموم الحقيقة التي تُعانيها السَّاكنة و الشباب ، وظلّوا في مدحٍ يلي مدح وكأنهم في شهر الصيام المبارك ، ليصوموا عن التلميع و تهميش قضايا الساّكنة المحورية...وما خفي أعظم
عطاف ولد عبد الرحمن اندور