مساحة إعلانية

شهداء حرب الصحرى

أربعاء, 29/05/2019 - 17:53

 

طويت صفحة حرب الصحراء المؤسفة من تاريخنا وجبرت الخواطر مع الأخوة الصحراويين بشكل لا رجعة فيه واتجه الشعبان إلى التفكير الإيجابي في مستقبل أكثر أشراقا للعلاقة ولعل دعم الدولة الموريتانية المتجسد على الأرض من خلال التسهيلات الكبيرة للصحراويين والمعاملة التفضيلية التي يستفيدون منها خير مثال على التزام موريتانيا بالدور الحضاري المفترض بها لصالح إخوة الدم والثقافة لكن يجب أن لا يلغي ذالك حق الذاكرة الوطنية الجمعية للموريتانيين في الحفظ والإعتراف والجبر والتخليد 

قضية شهداء حرب الصحراء قضية شائكة بسبب ما تراكم من غبار السنين عليها وتحتاج لأن يعاد النظر فيها لأنهم رجال بذلوا أنفسهم في خدمة وطنهم تنفيذا للواجب المقدس الذي كلفوا به ضمن حرب وطنية بغض النظر عن انسحاب موريتانيا بعد ذالك من الحرب عندما وقعت على اتفاقية الجزائر التي خرجت بموجبها من الصحراء نهائيا لكن ذالك لا يبطل قداسة بذلهم وبالتالي يتعين رد الإعتبار لهم بعد عقود من الحرمان والتجاهل وأظن أن المناخات مناسبة حاليا لتحقق ذالك في ظل توجه وطني واضح يتعزز يوما بعد يوم في اتجاه انصاف شهداء الوطن عموما ورد الإعتبار لهم

أعرف حساسية نبش ذاكرة الألم لتلك الحرب التي جعلت مجتمعا واحدا يقاتل على جبهتين لكنني أعرف كذالك مرارة الحرمان من حق رد الإعتبار للأسر التي فقدت أبناء وآباء وحتى أجدادا هناك لا أحد يتكلم عنهم أو يعطيهم ما يستحقون من إشادة واعتبار وهنا اعتب بشكل أكبر على مثقفينا ومراكز دراساتنا على اغفال هذا المبحث والتقاعس عن القيام بالجهد الذي يفترض القيام به في هذا الإطار لإنارته وكذالك أرى واجبا كبيرا على نواب الشعب لطرح القضية على طاولة البرلمان وأظن أن هناك حاجزا نفسيا سميكا يتوجب خرقه لإنصاف شهداء الوطن بتلك المرحلة ونفض الغبار عن مصير المخطوفين ومن تعرضوا للمعاملة السيئة