سويدي وخنادق الموت
أنا سويدي من مواليد التسعينات خسرت والدى منذ سنتين بعد صراع مع مرض سيلكوز كان موظف فى أحدى الشركات المتعاقدة مع اسنيم
تغمده لله بواسع رحمته .والدتى وأخى احمد هما كل ما أملك أحمد تاجر بسيط فى سوق زويرات أما أنا فهذه قصتي
كان يوم عادي مثل كل الأيام فى حي أدركاج وبتحديد شارع ألباص ..حيث أستيقظ كل يوم على أصوات محركات باصات شركة سنيم تحمل عمالها الى المناجم فأتقلب على جنبي مرات حسرتا على نفسي التي تتألم بفعل تأنيب الضمير والشعور بقسوة البطالة و بالقبن فأستجمع قواي وأستخرج شحنة الأمل التي بدأت في تآكل والتي قد بناها لي صديقي االشيخ العائد من رحلة دعوية مع جماعة الدعوة كلماته المؤثرة التي كلها أمل كانت سلاحي في وجه تلك النوبات والتي دائما ما تنتابني في كل مرة ارى فيها تلك لباصات تحمل كل من احمد طالب لغوث أداما ..ويبقى سويدي في أزقة الحي ينتظر الساعة الحادية عشرة لذهاب الى محل يب الذى يصنع الشاي في تلك الساعة من النهار والذي أجد متنفس عنده وفى حديثه فهو دائما ما يصب الويل وشتائم على من يسميهم الكاكة الدولة وأحس دائما أنه لساني الثاني ولا أجد حرج حين يناديني سويدي كبظ مخلت أنبور كيس أفور جيبلى أنبور .أقول وبدون تردد ولاهى فأشد عمامتي على رأسي وبقيتها على وجهي متوجها الى المخبزة التى فكل مرة ما يسألنى بائع الخبز فيها سويدي انت ما لاحكك تعود بوتيكك فأرد عليه لحاكنى نموت كاع فيضحك وزميله وفى داخلى تتصارع جيوش من الأحاسيس بعدد شعري االذي بدأ هو المسكين تظهر عليه علامات التمرد على الحياة . .في ساعة الواحدة عتت الى المنزل فبرنامج انتم فوق السلطة على قناة الجزيرة سيعاد اليوم ولا أستطيع أن أفوته فهو جرعة أسبوعية أرمم بها ما تبقى من امل وانا اتابع البرنامج وكل حواسي له نادتني والدتي سويدي أفتح حس وته عن لباب فذهبت مسرعا الى لباب لأجد وراء لباب أبن خالتي بابه يال المفاجئة سررت كثيرا بمجيئه فنحن سمعنا أنه منذ شهر هو وزملاء له عثروا على بعض من الذهب فى منطقة تازيازت ويظهر ذالك جليا عليه فهو بطبعه زفافي .ناديت على والدتى :ذه بابه أستقبلته بالحضن وبالكثير من الفرح يامرحبه ال ول أختى .جلسنا جميعا بدأت فى صناعة الشاي له هو وأخي أحمد الذى وصل لتوه من السوق .ضرب بابه على منكبي سويدي انت لا مزلت هون فقلت حك لا هون .فقال أحمد سويدي أحان اعود وزير وضحكنا جميعا . راقت هذه العبارة كثيرا لبابه ابن خالتى وبدأ يحاضر عن الذهب والغنى المبكر ..ذاك لغنى الذى ينعته يب صاحب المحل بالوهم .وجعل بابه يسرد : سويدي يقول السودانيون الذهب أعطيه سنة يعيطك لحظة .بعد غدا أنا ذاهب الى كليب أندور مع زملاء لي إذا أحببت تعالى معنا وتجرب حظك .سنقضي شهر ونعود .والدتي لم ترتح كثيرا وقالت سويدي مجنون وأخاف عليه نختير لو شي فالمدينة فقلت ياوالدتى انا لا كيف رجاله .قلت : بابه انا ماشي معاكم .سلمته بطاقة تعريفى التى طلب مني حتى يكمل لى إجراءات دخول كليب أندور .
احمد اخى سعى جاهدا فى ثني عن الرحلة فى تلك ليلة وطلب منى أن ألغيها حتى أنه عرض على أن أشاركه تجارته وأردف قائلا أمك فاصله فيك وذيك الارض يسخ رزق فيها سويدي أصبر أجيك اظل وفى ظل إلحاحه علي قالت الوالدة احمد لا تشين لو فهو مع أبن خالته حفظه لله وهو خير الحافظين .فقررت وبكل عزم أنى ذاهب الى كليب اندور بحثا عن الذهب .
لم أنم تلك ليلة إلا قليلا أطلقت لعنان للأمل وبدأت فى بناء أحلام جديدة كل هدفى فيها أن انتقم من الماضي والفقر والبطالة .... وأن هناك فى كليب اندور سأعثر على حظي الذي طال ما انتظرته نمت ساعتين قبل أن يحن موعد سفري مع بابه ورفقائه .لم يتأخروا كثيرا نزل أبن خالتى من السيارة وودع والدتى فى حين كنت أحاول أن اتظاهر بالقوة امام والدتى ودعتها وفى داخلى شعور يجذبني للبقاء ..رافقتني الى لباب وودعتني بدعواتها الربانية وأنطلقنا خارجين من المدينة الى طريق أكليب اندور ورافقنا قافلة كانت متوجهة الى هناك كل مواضيع حديثهم كانت تدور حول التنقيب والمنقبين
مع طول تلك المسافة وصحارى المميته وصلنا الواحدة زوالا فى اليوم التالى مناطق التنقيب ..ضربنا خيمة لنا وأخذ منا الإرهاق ما أخذ وفى صباح خطوت أنا سويدي خطواتي الاولى نحو خنادق الموت خنادق التنقيب .
..................................................................................................
طلبت من أحمد أخي الذى يجلس بجانبي الأن على سريري في المستشفى أن يكمل لكم قصتي بكل أمانة سلمته رزمة الاوراق والقلم فأنا لم أعد باستطاعتي أن أكمل لكم .
يتواصل
محمد حرمه