في مشهد من فيلم القادسية، (انتاج 1981) وعندما أراد ملك الفرس إهانة رسول سعد بن أبي وقاص قائد الجيش الاسلامي، منحه كيساً من التراب كهدية ...
غادر الرسول القصر وهو يحمل كيس التراب، وبعد انصرافه قهقه الملك الفارسي الشاب يزدجرد بن شهريار، وخاطب جماعة بلاطه : "لقد أهنتهم، فبدلا من منحهم الهدايا والتحف الثمينة جعلت هديتهم كيس تراب"..
حينها انتفض حكيم فارسي وقال : "عفوا أيها الملك .. لقد أهنت شعبك ومملكتك، ومنحتَ عدوك ما أراد .. كيف تعتبر منح حفنة من تراب وطنك إهانة لعدوك؟.. الإهانة الحقيقية هي تلك التي وجهت لشعبك ونفسك" ...
هذا المشهد ذكرتني به صورة السفير الأمريكي وهو يحمل مفتاحا رمزيا باعتباره مفتاح مدينة كيفة ..
ألم يدرك من منحه هذا المفتاح أنه يهين مدينة وشعبا وتاريخاً...
هذه المدينة التي ولدت عام 1907 وعلى أديمها قامت أيقونات للعلم والتعايش وتلاوة القرآن .. لا يمكن أن يسلّم مفتاحها لأي كان..
أفهم أن غرض من سلموه المفتاح غرض نبيل، وهدفهم هو المبالغة في الاكرام والضيافه - وهذه عادتهم - ولكن كان عليهم أن ينتبهوا لرمزية المفتاح في التاريخ .. فمفتاح المدن عبر التاريخ دليل استسلام وانسلاخ من الأصل ..
الهدايا كثيرة غير مفتاح مكتوب عليه اسم عاصمة (ارگيبه)..
مستقبلا، لا تسلموا مفتاحكم لأحد ..
الشيخ معاذ سيدي عبد الله