بيان
منذ فترة ونحن في لجنة البيئة ببرلمان الفيسبوك الموريتاني ندرس السبل الكفيلة بتجنب خطر التلوث البيئي المترتب عن شركات التعدين وغيرها ، وبعد دراسة مستفيضة للموضوع وأسبابه وآثاره ذات الخطورة البالغة خاصة في ولايات الشمال كتيرس الزمور التي لم تخلو من التلوث البيئي يوما نتيجة لتواجد مناجم شركة اسنيم إلا أنه كان نسبيا ، حتى برزت ظاهرة التعدين الأهلي والتي تستعمل مادتي السيانيد القاتلة والزئبق المسرطن وتحديدا في وادي الطينطانة ومنطقة السفاريات والذين تمر بهم السيول في موسم المطر متجهة إلى سبخة الملح الأمر الذي سيجعلنا نطبخ سرطان الدم ونتناوله بشهية هذا بالإضافة إلى أن أضرار السيانيد التي يتجاوز خطره في حال التسرب 3000 كلم ناهيكم عما يتسبب فيه من اضرار ابسطها التشوه الخلقي عند الأطفال الحديثي الولادة وجفاف الطبيعة.
وليست تيرس وحدها بل إن ولاية انشيري نالت نصيبها هي الأخرى من هذا الخطر بسبب شركتي mcm وكينروس تازيازت ، ومما يزيد من خطورة الوضع في هذه الولاية وجود بحيرة بنشاب تيجريت ولأن تلك المواد السامة تغوص في الأرض بعمق 1251م فإنها ستختلط مع المياه الجوفية المعدنية ، وهناك ستنتشر مياه معدنية بها سموم مسرطنه.
ولم تسلم العاصمة الإقتصادية بل إنها تواجه شبحا بيئيا من نوع آخر حيث انتشرت فيها وبكثرة شركات طحين السمك المعروفة محليا "بموكا" والتي تعم رائحتها أرجاء المدينة على مدار الساعة وليس هذا فحسب بل إن ما يبقى من فضلات السمك بعد طحنه وتجفيفه يتم إعادته عبر أنابيب داخل البحر مما يتسبب في تغير لونه وينفي أصحاب تلك المصانع ضرر تلك المواد بحجة أنه مصحوب بماء ساخن ، وهو عذر لا يقبله العقل وعن حال مدينة الشامي لاتسألون حيث باتت مرتعا آمنا للسموم وعشوائية طحين الحجارة ومخلفات التربة المشبعة بالزئبق
أما في ما يخص ولاية آدرار وتحديدا أطار فإن التلوث البيئي سيضر أودية النخيل والمياه الجوفية مما سيجعل تلك الثروة تتقلص مع مرور الزمن
وانطلاقا مما سبق وتحليا بالمسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية فقد توصلنا إلى ما يلي :
1 - مطالبة السلطات العليا في البلد بضرورة التدخل والحيلولة دون وقوع هذه الكارثة التي تلوح في الأفق.
2 - دعوة المجتمع المدني والإعلام الجاد والمدونين دق ناقوس الخطر و تحمل المسؤولية وإحياء الضمير الإنساني والأخلاق الدينية والحس الوطني للمساهمة في وقف هذا الخطر الذي لن يسلم منه أحد إن لم يتم تداركه.
3 - ترتيب التحرك في هذه القضية يتدرج من النداء والتنبيه والتحسيس والتحذير إلى النزول للميدان في سبيل إيقاف الخطر قبل أن يموت الجميع بسببه مع مراعاة حاجة البلد لثرواته.
4 - نؤكد على ثقتنا في السلطات العامة و تفاؤلنا بتحملها للمسؤولية . إلا أن حجم الخطر يحتم علينا الإلحاح والسرعة في التحرك فكل ثانية قد تشكل فرقا لأنقاذ الحرث والنسل.
5 - نتمنى من كل المواطنين التضامن معنا والوقوف في وجه هذا الخطر الذي يستهدف الجميع بلا استثناء.
والله الموفق