ذكر تقرير فرنسي استخباراتي أهداف وتفاصيل بعثة بلانشيه أول بعثة مسلحة تدخل البلاد في سنة 1900م .
انطلقت بعثة بلانشيه المدعومة ماليا من طرف رجال أعمال فرنسيين وعسكريا من طرف وزارتي الدفاع والبحرية الفرنسيتين وفي رعاية الوالي العام الفرنسي بسان لويس "اندر " .
كانت البعثة تخطو بخطوات يملؤها الحماس والاندفاع نحو الديار الموريتانية ومنطقة أدرار تحديدا .
الهدف من الرحلة بالإضافة إلى الإطلاع على الأوضاع في منطقتي الترارزة وانشيري الوصول إلى "أدرار " وتقديم تقرير مفصل يتناول جغرافية المنطقة وطبيعة السكان وأهم أنشطتهم الاقتصادية واستكشاف ما تحتويه المنطقة من ثروات طبيعية .
تتكون البعثة من خمسين رجلًا بقيادة الجيولوجي بول بلاشيه ورفيقيه الفرنسيين العريف غامبيتا والمستكشف ديزين ومعهم ثلاثون سنغاليا من نخبة القناصة المدربين بشكل خاص من طرف الجيش الفرنسي بالإضافة إلى عناصر مدنية من ضمنها الترجمان الشهير محمدن المقداد .
تقود البعثة قافلة تضم 85 جملا محملا بأصناف البضائع والمؤن،
...
فالفرنسيون يريدون أن تبدو البعثة تجارية ،وأن يمثل الرجال الأشداء دور تجار فيئدون بذلك -مؤقتا - الأهداف التي دبر لها بليل داخل فرنسا وأنفقت عليها الأموال الطائلة ،والأفكار الطموحة .
انطلقت البعثة من سان لويس "اندر " ابريل عام 1900م وحطت بترارزة ثم انشيري وصولا إلى أدرار .
إلا أن دخول منطقة أدرار لم يكن يسيرا إذ تعرضت البعثة لهجمات شنها مجموعة محاربين معارضين لدخول الفرنسيين جملة وتفصيلا .
هو طريق لم يكن مفروشا بالورود ومغامرة الذاهب قد لايعود والعائد منها مولود .
رغم أن أمير أدرار أنذاك المخطار بن عيده وفر للقافلة الأمان وأعطاها الضوء الأخر لدخول المنطقة إلا أن مجموعة من معارضيه من " أولاد غيلان " وابن عمه محمد الأمين بن سيدي بن سيد احمد بن عثمان بن الفظيل هاجموا البعثة بنفس الحماس والاندفاع الذي جاء به الفرنسيون، فأسروا الترجمان وقادة البعثة الثلاثة وفر القناصة السنيغاليون جنوبا .
من اعداد منصة تيرس إنفو