مساحة إعلانية

ربط وادان بالعلم والنخيل لايستقيم

سبت, 11/12/2021 - 22:32

مساهمتي في مهرجان (مدائن الرمال): 
إنّ محاولة البعض نحت اسم مدينة وادان من (العلم والنخيل)، لا يستقيم من حيث البحث التاريخي، ومجرّد لعب على وتر العواطف وصناعة الأمجاد القبلية.

هذه المدينة تدخل ضمن المجال الصنهاجي في الصحراء، وقدماء صنهاجة لم يكونوا بذاك العلم حتى يكون هناك (واد) علم، وحتى النخيل نفسه طارئ للصحراء تماما مثل الإبل. 

وأقدم من تحدّث عن هذه المدينة وتسميتها هو الشيخ سيدي امحمد (الخليفة) الكنتي الأزوادي، وقال إنها قديمًا تسمى (أناولان)، وأنّها كلمة بربرية تعني: (ذو الملاحس)، أي: المكان الذي تأوي إليه الوحوش طلبًا للملح، وأن قبائل البافور اتخذوها مخزنا للملح؛ الذي يأخذونه من كدية الجل.

وأضاف بأنّها في عصر (ابدوكل) كانت المنطقة تحوي دويرات وأخصاص تسكنها إحدى مجموعات تيزگه؛ (بقايا البافور).

صحيح أنّ السعدي ذكر المهاجرين الذين سكنوا المنطقة، ودخلوا على تيزگه، وبدأوا في زراعة المنطقة، ولا ندري من الذي زرع النخيل حينها هل هم بقايا البافور أم غيرهم!

وقد دفع الشطط أحد أساتذة جامعة نواكشوط بأن زعم بأنّ عقبة بن نافع الفهري قد وصلها، وهذا غلط فاحش، والسبب أنّه اختلط عليه اسم (وادان) الموريتانية و(ودّان) الليبية؛ وهي المدينة التي مرّ بها عقبة رضي الله عنه.

جميل وممتع هو نحت المصطلحات واللعب على عواطف المغفّلين، ولكن من الأهمية بمكان تعميق الحفريات التاريخية، وإعادة النظر في المصادر والمراجع المختلفة، ومن ثمّ الجميع بينها إن أمكن قبل الترجيح.
الباحث المهدي ولد محي الدين