من تابع حديث مدريد وخطاب قصر المؤتمرات الأخير سيحس بحرقة كبيرة خرجت للعلن من أعلي هرم في السلطة أما وقد حصحصت وهبت رياح التغيير فلابد من خطوات عملية أبراجماتية تؤسس لطرق جديدة في الإدارة والتسيير , مساهمة في ذالك وبحكم خبرة تراكمت لأزيد من عقد ونصف سأقدم نقاطا علها تخدم ولو بصفة بسيطة رحلة التغيير نحو الأفضل.
لنجاح أي تغيير حقيقي هناك مدخلات عامة ووسائل وطرق لابد منها وإلا سيبقي التغيير أمنيات أكثر منه تغيير للواقع المعاش.
1-المدخلات العامة : شعور بعدم الرضي علي الواقع ونية صادقة بضرورة تغييره من القائد وأقرب المعاونيين , إستعداد من الفريق للتضحية ولو مؤقتا في سبيل التغيير نحو الأفضل وواقعنا اليوم يستجيب لهذه المدخلات.
2- قبل التغيير : لابد قبل الدخول في عملية التغيير لابد من تحديد نقاط القوة والضعف و الفرص والمخاطر ولايخفي أن لنا الكثير من نقاط القوة كثرواتنا الطبيعية من حديد وذهب ونحاس ويورانيوم وغاز ونفط وسمك وموقعنا الجغرافي المتميز علي المحيط الأطلسي من جهة وعلي نهر السينغال من جهة أخري ومستوي إشعاع شمسي من أكبرالمستويات في العالم لكننا وبكل أسف شعب ذو ثقافة صناعية تكاد تكون منعدمة وبني تحتية متهالكة ومخرجات تعليم ربما لاتستجيب لحاجة السوق الضعيفة أصلا مما يخلق مستويات عالية من البطالة ضف إلي ذالك ثقافة إجتماعية تخلق فرصا للفساد وتسيير المال العام بصفة غير نزيهة لكن واقع العالم اليوم يتيح لنا الكثير من الفرص إن تلقفناها واستغليناها بصفة صحيحة كالتحول الصناعي بقيمة مضافة لجميع منتجاتناالطبيعية وأستغلال فرصة التحول من الطاقة الحرارية إلي الطاقة المتجددة وتوفير المنتجات الزراعية بالكفاءة العالية ويبقي الخطر الأمني حاضرا في منطقة تعج بالتنظيمات المسلحة والإنقلابات العسكرية في دول الجوار وما يصحب ذالك من تداعيات .
3- التغيير : حين تتوفر المدخلات ويشخص الواقع لم يبق إلا الدخول في عملية التغيير التي ستجد لاشك مقاومة كبيرة من المستفيدين من الواقع الحالي لكن التوفيق من الله و الشجاعة والمثابرة والمتابعة والتقييم المستمر وتصحيح المسار إن دعت الضرورة كلها كفيلة بالوصول للأهداف حسب الأولويات ووفق الجداول الزمنية المحددة ساعة الانطلاق.
4- إدارة التغيير: تحديد الأولويات ووضع الأهداف بصفة ذكية وتحديد مؤشرات المتابعة الخاصة والعامة لكل هدف واختيار فريق التنفيذ والمتابعة وفق جدولة زمنية دقيقة بعد تحديد وتوفير وسائل التنفيذ المناسبة وطبقا لهذه المفاهيم فإن أولوية البلد تتمثل في التنمية الاقتصادية ومايصحبها من توفير لفرص العمل وعليه فإن توفير الماء والكهرباء والطرق والتعليم النوعي والمراكز صحية النوعية والأستثمار الزراعي بصفة فنية وباقي البني التحتية لأي تجمع سكاني تتجاوز ساكنته عشرة آلاف نسمة سيتيح للدولة فرصة القضاء علي التقري العشوائي ومايسببه من هدر لأموال الدولة ووسائلها, ينبغي كذالك الإستفادة من التطور الهائل في معالجة البيانات لرقمنة جميع أنشطة الدولة لتحديد مكامن الضعف في كل إدارة من خلال مؤشرات التقييم والمتابعة التي تتيحها معالجة هذه البيانات بصفة دقيقة و في كل لحظة مثلا المدة بين طلب المواطن لجواز سفر وبين الحصول عليه , معرفة القطع الأرضية المملوكة لكل مواطن , متابعة المصاريف اليومية لكل مخول بالصرف بصفة شفافة بل أبعد من ذالك يمكن متابعة جميع المداخيل لتحسين الوعاء الضريبي وتحديد المتهربين والأمثلة والتطبيقات كثيرة حسب كل إدارة وكل مشروع ويبقي نجاح التغيير معتمدا علي إختيار الفريق الذي سيقوده دون هوادة فعليكم بالقوي الأمين.
تلك مقترحات مساعدة في هبة التغيير المنتظر علها تجد من يكملها ويضعها قيد التنفيذ والله الموفق .
المهندس : إبراهيم ولد أحمد ديده